مرت في صمت الذكرى الأربعينية لوفاة الناقد السينمائي ابراهيم أيت حو ، وكأنه لم يكن يوما عضوا في حركة الأندية السينمائية أو جمعية نقاد السينما بالمغرب ، فباستثناء الورقة التي نشرت عنه بالعدد الأول لجريدة
الدورة العاشرة لمهرجان سينما الشعوب (بتاريخ 7 نونبر 2013 ) ، تذكرا من نادي ايموزار للسينما ، الجهة المنظمة لهذا المهرجان ، باسهام المرحوم في الاصدار الأول من اصدارات النادي سنة 2007 الموسوم ب " التراث الغنائي في السينما المغربية " لم تبد أية جهة لحد الآن (في حدود علمي) اهتماما بوفاة وأربعينية هذا الأستاذ والناقد والجمعوي المغربي الأمازيغي.
وللتذكير فقد صدر للراحل سنة 1999 كتاب " اضاءات حول الأغنية المغربية " ضمن سلسلة " موسوعة شراع الشعبية في ثقافة التراث " ، أردفه بكتابه السينمائي الأول سنة 2001 تحت عنوان " السينما المغربية : الواقع والآفاق " .
ومعلوم أن الصديق ابراهيم ، الذي انتقل الى جوار ربه صباح الأربعاء تاسع أكتوبر 2013 بمستشفى سيدي احساين بورززات ، معروف بجديته واهتماماته الفنية المتنوعة من خلال ما نشره من مقالات ودراسات في منابر ورقية والكترونية عدة ومن خلال مشاركاته في مجموعة من الندوات والتظاهرات الفنية والثقافية ، حيث كان له حضور ملحوظ في اطار حركة الأندية السينمائية وجمعية نقاد السينما في التسعينات من القرن الماضي وما بعدها ، كما سبق له أن ترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير بالدورة الثالثة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بورززات في ماي 2008 .
يذكر أن الراحل من مواليد سنة 1962 بقلعة مكونة ، حصل على الاجازة في الأدب العربي من كلية الآداب بمراكش سنة 1984 ، وعلى دبلوم من كلية علوم التربية بالرباط سنة 1986 ، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في النقد الأدبي الحديث من كلية الآداب بمراكش سنة 1996 . كان عضوا في جمعية نقاد السينما بالمغرب ، واشتغل أستاذا للغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي وبمركز تكوين المعلمين والمعلمات بورزازات .
جاء في الغلاف الخلفي لكتابه " السينما المغربية : الواقع والآفاق " ما يلي : " ان الفكرة المركزية التي تحكم التصور العام لهذا الكتاب وتؤطر مجمل تصوراته الفكرية والفنية ... هي الاقرار العميق بأن أزمة السينما المغربية ، حقا ، أزمة بنيوية .. " استشرت " في أهم مكونات معمار هذه السينما ... وأي تصور أو تحليل يجهل أو يتجاهل هذه الحقيقة ، لايمكن الا أن يجانب الصواب والموضوعية .. وبالتالي فصحة أي تصور أو تناول حول السينما المغربية رهين بصحة منطلقاته وذلك لتجنب أي رؤية تجزئية أو أحادية ... " .
رحم الله الفقيد ، وانا لله وانا اليه راجعون .